التعاون يعنى توحيد وتنسيق الجهود والوسائل الفردية للعمل فى اطار مشترك بهدف الوصول الى نتيجة يبتغيها الجميع وهذه الفكرة توجد اساسا فى الفطرة الاجتماعية ، فالفرد بذاته وطبعه اجتماعى يميل الى التوحد مع الاخرين الا اننا للاسف نرى ان فكرة التعاون غابت عن اذهان وتصرفات الكثيرين من افراد المجتمع فأغلب افراد المجتمع يميلون الى العمل الفردى ولا يرغب فى العمل المشترك ولا يأخذون فكره التعاون اساسا فى اسلوب حياتهم وهذا من وجهه نظرى سبب مباشر من اسباب فشل الادارة وعدم النجاح وتفكك كثير من المنظمات التعاونية كما انه سبب من اسباب فشل الاداره بصفه عامة
ان من اسباب نجاح المجتمعات الغربية العمل المشترك من خلال منظومة متكاملة يعرف كل فرد دوره بدقة ويقوم به فى تجانس مع الاخرين بهدف الوصول الى الغاية التى يرغبون فى تحقيقها
اذن لا يوجد خيار فى النهاية أمامنا سوى ان نصبح تعاونيين بالمفهوم العام
فالانسان التعاونى يجد فى غايات الاخرين غاياته الشخصية ولا يحاول ان يستغل واقعة تقسيم العمل كواقعة اجتماعية لتحقيق مصالح شخصية
ولقد اطمأن بعض رواد النظام التعاونى الى ان التثقيف سوف يؤكدى بكل فرد الى ان يعتبر نفع الاخرين يمثل بالنسبة له نفعا شخصيا ويبدو ذلك واضحا فى النظرة الردتشدالية المذكوره بنظرية الفيلسوف والمفكر الاقتصادى الانجليزى “جون ستيوارت ميل ” عن الاخلاق النفعية والتى حاول فيها ان يرسى والاخلاق على أساس سيكولوجى وحاول فيها ان يدلل على زن الضمير عند الانسان مكتسب وليس فطريا وان الانسان فى الاصل كان أنانيا وأنه لم يكن ينظر الا الى سعادته الخاصة ولكن التجربة نمت شيئا فشيئا المشاعر اللا أنانية
غاية ما هناك هو انه ما احوجنا الى العمل المشترك الجماعى ونبذ الخلافات خاصة فى المنظمات التعاونية
فهذا المقال دعوة الى تنسيق الجهود والوسائل الفردية فى اطار مشترك بهدف الوصول الى نتيجة يبتغيها الجميع أى أنه دعوة الى التعاون
